دراجي سليم/ دمي وسليم الذي...

دَمي وسليم الذي غيّبوُهُ
حروف مُبعثرةٌ

تتقاطع في نقطة البدءِ….

تحلم بالانصهار

على شفة الصبحِ

كي تنثر النّور في حدقات العيونْ

دَمِي يا النزيف انقطع لحظة

ربّما ستعود الحياة إلى زهرة حطّمتها السّنونْ

دمِي..يا دمي…

هل سيكبر في أفقنا قمرٌ

يستمدّ الهوى منْ براءة أطفالنَا

هل ستثمرُ هذي الغصونْ؟!

سليم، تحاول أن تصنع الآن نافذة للتذكّرِ،

نافذة للتأمُّلِ،

نافذة لستَ تدركُ

كُنْهَ الغواياتِ في شأنها

كلّما كبُرَ الحلمُ فيك ترامتْ

لترسم بينكما كومة منْ شجونْ

سليم، ومنْ لخّص السرَّ فيكَ…

ومنْ عطّل الانتشاء الطفوليَّ،

منْ طرق الآن أبوابنا

والشوارع خاوية، والظلامُ كثيفٌ

وهذا المدى مُبْحرٌ في المنونْ؟ !

ويصنع منْ فرحِ العرسِ موّال حزنٍ،

وهأنتذا والمسرّات في وطني نقطتانِ

وبينهما حَاجز

كلّما جئت تعْبُرُه

صدّك الاندهاش الذي خَلّفتْهُ القرونْ

سليم، أيا منتهَى الحزنِ

كم طيّب أنتََ لكنّها

مُومسٌ قصّة الموت والكادحينَ

وهذا الفتى فيك يهوى الحياةَ

له حلمٌ لم يَرَ النّورَ بعدُ،

يعانقه أبدًا، قِيل كان يغازل كلّ المليحاتِ في وطني

واستعار العطاءاتِ من شهقة الغيمِ…

ينسُجُ مِنْ حلمِهِ ملجأ للطيورِ.

كتابًا من الدفء، هل تقرؤونْ؟!

سليم الذي كان في غيّبُوهُ.

وهذا الذي بينكم

قد تشكلّ مِن وجع الجرحِ يحمل أمنية مِنْ جنونْ !!

ويجثم في عرض خارطة

وَسيّانَ أن ينبُت الورد فوق الثرى

أو بعمق البحارِ

إذا لم يكن مستمدَّا من القلبِ…

هاوردتي ذبلت في الفلاةِ

وهامقلتي تسرق النور منْ مقلتي

كيف للعين يا صاحبي أن تخونْ؟!!

سليم، وأعرف أنّ المدينة قد وخزتك خناجرهَا، لم تمُتْ..

غير أنّ الذين هنا غيّبوُكَ

وهأنت ذا مُتعبٌ

تنبَّعُ بعض خيوط منَ الضّوءِ

تظهر خلف الحصونْ

فيا للمدينة كم عذّبتك

ولكنّ رغبتك اليوم تبحث عن مستقرٍّ لها

تُنْشِدُ النّصرَ، تبحث عن رجلٍ

كان يستلهم الشعر

منْ فاتناتٍ فقدن ابتسامتهنَّ

وأرض رَبَتْ مِنْ دمُوعِك

إذْ أبدَلَ الفصلُ لونًا بلَونْ !!

ومازلتَ تصبُو إلى موسم قد يجبيء

تردّد أنشودة كنتَ تسمعها من أبيكَ

وكم كنتَ تعصر ذاتكَ..تنحتُ أجمل فصلٍ

لتفتح عينيك في لحظةٍ مَا

سليم،

وقد كنتَ تفتح قلبكَ للريح

تفتحُ قلبك للطيرِ

تنعش بالدّفء منَ أرهقَّتْهُم

يسنُو الضّبابْ

وكم ذا ضممت بلادكَ بينَ ذراعيكَ

راقصت عمركَ أوجاعَ صمتك

بالأغنيات التي هزمَت وحشة الاكتئابْ

ومَا زال في بيتنا علمٌ

وحكاياتِ منْ زرعُوا الورد بالنّار في كفِّ أوطاننا

وبعض الأغاني، وبعض العبارات منْ والدي:

"سوفَ يأتي غدًا

طارق الموتِ تحمل يُسرَاهُ وردًا

وتحمل يمناهُ يا ولدي خنجرَا

سترى الأفق منْ رعبِهِ

صار يا ولدي أحمرَا،

فانتفِضْ،

كي تضمِّدَ جُرْحًا بهذا

- وأخرجَ مِنْ جَيْبِه ورقًا

ضمّ في عرضِهِ

وطنًا أخضرَا

وطنًا أخضرَا…"

10:15 ص | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

تسابيح غائرة / محمد ببوش

 تسابيح ترتل شجن الروح ، وتذرف الشعر لناي المواجع، حيث لم يعد الآن وطن يحتفي بالقصائد وقلب يهفو لمعانقة البوح الجميل ....اييييييه يازمن .





لا القلب غير لا القصائد تمطر  =    ماذا سيفعل بالمشاعر شاعر
ياالف عام في الظلام توقدي    =    وتبخري إن الضياء محاصر
قد كنت أنحت في الجبال قصائدي  =   فتطير حتى يحتويها الناظر
لكنها بعد الجبال تحنطت      =       كل القوافي ثم مات الطائر
إني لأبحث في خطاي عن الخطى = حتى تشقق من مسيري الحافر
والدرب من تحت المكان ولا يرى  =  درب تشكل في مداه الحاضر
من أين ابدا فالمتاهة طفــرة       =    وتنــازل والبــدء شك آخـــر
متنا جميعا في القبيلة مــرة      =  متنا كما الموتى واستراح الكاسر
النار تلهب في الهوان قصائدي   =   وا ثورة التحرير أين الثائر
أبكرت دوما كالصباح وماأتت  =  بكراك أنت ولا الصباح الباكر
أهواك لكن في الطريق جهنم   =  وأخاف طفلي في هواك يخاطر
ليلاي أنت في البكاء تشكلت    =    والروح فيها والصفاء الظاهر
أأحب ماذا في عيون حبيبتي   =   وقت البكاء بما سيلهم شاعر
ماذا تبقى في الجبال سوى الصدى =  ياثورة التحرير اني حائر
إني احترقت على الرصيف ولم تزل=  دون الطريق نميمة وخناجر
هذا أمامي لا وراء  لدونه    =     إني أغيب ولن يجيء الحاصر
ماعدت في وطن الهواجس أنتقي =   وشما يدثرني الغمام فأمطر
وطن بقحط الحب أصبح مظلما   =  أبدا وإن يبدي الوداعة يغدر
وطن به الفعل المخل حضارة    =   يبني بها عز البكاء ويزهر
ويسوق في بحر العراء شوارعا  =   ويعج بالفعل المخل ويقطر
من أين تبدأ ياشهيد قبيلة      =      شهدت هباءك يحتويك ويقبر
قد جف ينبوع البراءة لم يعد  =  غيم العواطف في المدائن يمطر
فالشعر في دين الزعيم هزيمة  =  والحب وهم والعواطف منكر
أنا لم تكن هذي المشاهد رغبتي =  أو أن ارى عزم القبيلة ينخر
هذا زمان الواطئين رؤوسهم     =    أبدا على حمم الثرى تتعثر
لو أنهم زرعوا الشعور لأينعت   =   دنيا الغرام واينع المتحجر
لكنهم طعنوا الوفاء  بخنجر   =   فارتد شعرك واستبد الخنجر
عد للطفولة يابني فربما    =     حلم الطفولة من صداحك ينشر

5:29 ص | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

أسير الخشخاش

أسير الخشخاش ..هبّت النسمات العليلات على مدينة الورود والجوناء مالت نحو الغروب، تسكب احمرارها مشكّلة لوحة أبدعتها أنامل ذو الجلال والإكرام ! … هي الرمضاء  راحلة عنّا إلى أن يحين صبح جديد .. هنالك قد مررتُ أمشي الهوينة  … تماشيني وحدتي أحدّق في سرب الحسناوات من حولي وهنّ يحبّكن أجمل الزهور من كتى ومسك ليل وخزامى… ، وجنب كومة الكاميليا قابلتني تجالس وحدتها وتناجي الغروب تقتنص منه سكونه وصمته الذي يعلّمها حديث النجوى … جمال أسطوري بدّد وجه الخريف… لوحة أخر ى تضاف إلى لوحة الشفق  القرمزي، كان قدري معها دون أن تدري ولا أدري… دنوتُ منها منصاعــاً بجراحي الدامية وبعذابي آمل أن تتمزّق على يدها أحزاني وتندثر كقطرات الندى على وردة ذابلة صوّحتها رياح الجنوب ، وقفتُ إزاءها ملبّيا نداء الفضول… كلمتها بجرأة لم أعهدها من قبل : ” مساؤك أنيق أيتها الجميلة ثم ما سرّ خلوتك من الموج العارم من النساء أم أنّ الغروب وراءها والفضل يعود له لأنه جمعنا…هو قدرنا منذ سقوطنا على هذا الثرى الذي أوانا بقدرة قادر وسيظلّ إلى أن نرحل الرحيل الأبدي” …فرفعت وجه القمر الذي جمّت من خلاله أعشاب غبطتي.. نبتت أجنحتي لغلالته التي لم أراها من قبل ! تأملتها مليّـاً فتأملتني وقد شعرت بما يشبه غبطتي   ! همست همس السنابل حين تشرب الرذاذ ثم راحت تمدح فضل الغروب على الحيارى في وطن يئنّ تحت ركام الخطيئة والرذيلة وأردفت مازحة بجديّة : ” لقد شممتُ في أناقتك عطر الجنوب والتمستُ فيكَ شموخ الرجل البدوي .. ” .. فأجبتهـا : ” يا جارة الإكليل أنا من مداشره التي أنجبت الشعراء .. ” .. فردّت: ” أنا يا شاعري امرأة من جراح أبحث عن شاعر يزرع أحزاني في بيت من بيوت ابن أحمد الفراهيدي أو كاتب أسير الموهبة يتّخذ من جراحي قصّة مبدعة يحكم حبكتها من آهاتي وبين سطورها يكشف عمّن كان وراء تدميري وانهياري … إلى أن صرتُ بقايا امرأة محفوفة بقنادل كان وراء تناسلها على أرض الأشراف والأسياد أعداء العقيدة والوطن…قبل أن تلجُّ الغادرة نوافذ منزلي الذي كان وكراً لملائكة رب العرش العظيم وفيه كنتُ الوردة التي تتخطّر على شقائق النعمان.. ولعلمك فأنا اسمي وردة مسقطي مدينة الورود .. أحبّ الورد أموت في وردة الجزائرية لأنها غنّت للحبّ وللوطن…آسفة لأنها لم تغنِّ لذئبة العصر التي افترست جيلا بأكمله،. وانسكبت قطرات مالحة خضّلت أهداباً ما شاء وصوّر..” .. امتلكتني رغبة في البكاء فهاج جرحي وفاضتْ عبراتي وبرقّة كلمتها : ” أختاه دعِ البكاء جانبـاً فأنا هنا لأكفكف دموعك التي أيقظت شجني..” .. فاحمرّت وجنتاها وبادرت بالثناء عليّ ، فببصيرتها الصائبة وعقلها الراجح قائلـةً :” إنّك رجل من صنف النخيل تبد على محيّاك ببراءة يوسف عليه السلام باليقين.. واستطردت : أطلب الكلمة منك شاعري لأبوح لك بما يشبه السرّ فأنا الساعة أحيا حياة التعاسة والعذاب مستاءة حدّ الإحباط والقنوط وذلك منذ اليوم الذي تسللت  فيه تلك البلية  لثنايا   من كان يوقد لنا فوانيس الدجى بأرجاء البيت السّعيد..أرضعته أنفاسا قاتلة حتى فقدته الصواب .. يشعر انه بين أحضان قديسة هيمانة به حد الموت …شبقية زاوجت بين البغي ولذة الخيانة ،دون أن يدري أنه بأحضان كلبة وابلة دامنة على الجيفة ،  أعدّت بحبكة خيوط تعاسته وتعاسة من صانت فِراشه بعساكر عفّتها الذين يطلقون الرصاص على المتطفّلين… أدخلته حزبها ككلّ أسراها بالإكراه… هي الدجّالة المتسلّطة التي تسللت بفعل فاعل إلى ديار المسلمين  تردع عصافير الأمل والطمأنينة وتقتل حمام السكينة والعيش الرغيد…لقد كانت وراء
الشرخ الذي انقلبت من وراءه سعادة الأسرة إلى جحيم ! …أوهمته بالشعور الكاذب والقوة الواهية ثم مع الأيام أفقدته الثقة بكل من على البسيطة…. أدمنها ناسكاً متعبّداً وذاب في عشقهـا حدّ الهوس أو الجنون ! .. لا لجمالها يا شاعري ولكن للبهرجة والسحر الذي أعدّته أنامل الشيطان..  أوهمته بصولجان كسرى وتاج قيصر… داست شموخه غرست فيه الحاقدة بحقدٍ و ضغينة أدنى السّخافات … عوّدته نومة  الأدغال الخالية … نحتت له عرائس من وهم وفاتنات يترنّحن من حوله ساكرات حدّ الثمالة… يداعبهنّ في الخيال ليسقط مترنّحـاً حتى يراه الصّادي والغادي… شيّدت له بروجـاً في لجة السراب..قادته ككل الأسرى إلى حياة السكارى وأبناء الليل…أسقته بساديتها كأس الرذيلة يا شاعري… علّمته طقوسـاً يرفضها الدين يا شاعري… بعد كلّ غروب مع مومسات حبلى بوباء يشقّ على الأساة ردعه.. وصبايا أخريات يرضعن الخطيئة من بولهـا مع بداية كلّ ظلام ! ” .. ولقد كنتُ أصغوا  لسرد الحكاية المدهشة إلى أن  أحسست بغصة مؤلمة تصعد إلى حلقي كالحنظل فقاطعتها  : ” أختاه رجاء إن كانت الغادرة من بنات البشر ؟ ” فردّت متثائبة محققة  ليتلاشى الضباب : ” هي ليست بشرية يا شاعري إنّهـا حشيشة بمثابة دودة مجنّحـة تآمر وإياها على نفسه أتاها أو أتته لتنخر عظامه حتى يموت موتته الكلاب الضالّـة ! ” .. فوقفتُ واجفـاً مرتجفـاً فإذا بالمدينة توقد أنوارهـا، فودّعت بقايا وردة على أمل كتابة قصّة  ” أسير الخشخاش…”  

5:29 م | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

بدائع الشعر ولطائف الفن

اسم الكتاب : بدائع الشعر ولطائف الفن
اسم المؤلف : محمد بن طاهر الكردي المكي 


وهو كتاب لطيف ونادر وعنوانه دال على مصمونه 

قم بتحميل الكتاب بالضغط على عنوانه :
بدائع الشعر ولطائف الفن

2:21 م | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

الجمال في براعة الاستهلال

قال المؤلف:إن استهلالك الكلام بمقدمة شائقة رائقة سوف يكون لها أبلغ الأثر في نفس السامع ، بل وتكسبك أذهان الحضور وتركيزهم منذ اللحظة الأولى ؛ فرب مقدمة موفقة شدت عقول الناس وانتباههم ومشاعرهم ، وأخرى غير موفقة أو غير معبرة تجعل من الصعوبة بمكان الاستحواذ على انتباه السامعين. لذا فقد كان العلماء والخطباء والأمراء و الوجهاء يهتمون بفن تعبيري مهم هو :فن براعة الاستهلال؛ وهو أن يقدم الخطيب بين يدي موضوعه مقدمة فيها إشارة لما يريد أن يتكلم عنه بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب ويزيل الرهبة بين السامع والخطيب .
وقد تميز فن براعة الاستهلال في لغتنا العربية الجميلة بخصائص ميزته عن باقي اللغات ، حتى عد هذا الفن من فنون البلاغة العربية وأولاها العلماء عناية فائقة .

د. بدر عبد الحميد هميسه
تحميل الكتاب من الضغط على عنوانه

الجمال في براعة الاستهلال

1:09 م | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

قصيدة يمنية رائعة عن حال المدرس العربي

1:00 م | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

مجمع الأمثال ..الميداني

يعد هذا الكتاب أفضل كتاب صنف في موضوعه ، أورد فيه المصنف ما يقرب من (5000) مثل من الأمثال العربية القديمة ، سوى آلاف أخرى من الأمثال المولدة ، ذاكرًا مضرب كل مثل ومورده ، وقد ختم كتابه بذكر أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين التي جرت مجرى الأمثال ، وبالجملة فهو كتاب حسن التأليف كثير النفع جم الفوائد جدير بالمطالعة.
التحميل
مجمع الأمثال

12:07 م | منشور بتاريخ | اقرأ المزيد »

الأرشيف

أحدث التعليقات

أحدث المواضيع